الدين و تطور المجتمع

اختلفت الآراء حينما تطرح مشكلة العلاقة بين الدين و تطور الجتمع. فهناك من يقرر إيجابية الدين في هذا المضمار و هناك من يذهب إلى العكس. فالذين يدافعون عن الرأي الأول يؤكدون أن الدين قوة بناءة إليها يرجع الفضل في تقدم الحضارة و الإنسانية، فالفلسفة و العلوم كان أصلها الدين و في ميدان الأخلاق نجد أن الدين يحث إلى فعل الخير و تجنب الشر و إلى العمل الصالح الذي يرضاه الله و البشرية جمعاء.

أما الرأي الثاني يقول بأن شقاء الإنسان و ضياعه و تعرضه للإستغلال و تهيئته لقبوله و الرضى عنه هي ظواهر ناتجة عن الدين و العقلية الدينية، فالتفكير الديني تفكير متصلب ، يقول كارل ماركس : ”البؤس الديني هو عبارة عن البؤس الواقعي الحقيقي و الاحتجاج ضد هذا الشقاء هوفي نفس الوقت تعاسة و بؤس … الدين أفيون الشعوب ” ، الواقع أن الدين سلاح ذو حدين يمكن أن يستعمل للبناء كما يمكن أن يسعمل للهدم، يمكن أن يكون دعوة لتحرير الإنسان كما يمكن أن يكون وسيلة للسيطرة و الاستغلال، فالدين في حد ذاته لا يعوق من تطور البشرية أو ينقص من حرية الفكر ، لكن استعمال الدين لخدمة غرض من الأغراض بدافع هذا العامل أو ذاك هو الذي يجعل من الدين أداة للتخدير و عنصرا هاما من عناصر الجمود الفكري و هذا ما لاحظناه بالضبط إبان انحطاط الفكر الديني سواء في المسيحية أو في الإسلام، حيث وقف هذا الأخير ضد الفلسفة و العلم و أحرقت كتب المعتزلة و كتب الفلاسفة، أما في العالم المسيحي فقد أحدثت في القرن السابع عشر محاكم التفتيش و الاضطهاد و خلاصة القول أنه يمكن أن ننظر الى الدين كإيديولوجيا و هاته الإيديولوجيا يمكن أن تخدم قضية تحرير الإنسان كما يمكن أن تكون وسيلة للإستغلال الإنسان و تظليله.

تعليق واحد على

  1. نعم اني احاول جاهدا من مدة لجعل الدين والعلم يمشون في اتجاة واحد وكذا تطور الشعوب ، لكنه يبدو مستحيلا ان اردنا المصداقية لا تتطور الشعوب الدينية والعكس صحيح تماما ، هناك علاقة عكسية وليست طردية ولكني ما زلت احاول ان اكتب مقالا او اخلص بالتجانس وصنع علاقة طردية مع الدين وتقدم الحضارات بدون عوائق طبعا لا اريد صناعة ترقيع كما في عالمنا العربي لكني ابحث عن طريقة حقيقة يمكنها ان تتماشى مع الكل ومع رقي الانسان ايضا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *