مرثية ثاناتوس

على سطح الكون
يقد الفاشي القميص
المضمخ بجرائم الأولين
تصرخ المدينة ملئ الحناجر
هم أكلوا رغيف الكنائس
شربوا دموع أطفالنا
و خروا للهيكل ساجدين
إله جديد
يرسم عهدا آخر للكائنات
يشيدنا من طين المنفى البعيد
هات حزنك المؤجل أيها الكون
هات موسيقاك
خراب يهشم وجهك
يلقيك في بحر قصي
و يقيم الولائم
من يحمل موتنا إلى القارعة الأخيرة ?
ثاناتوس
يربت على أكتافنا الحقيرة
يراقب أجسادنا الصغيرة
و يجلس على عرش من ماء
نعيش الرمق الأخير من الأرض
نشرب النبيذ ونضحك قبل النهاية بقليل
ثاناتوس
يهبط إلى أشياءنا
يصعد من أشياءنا
يعود من عرينا مشبعا بأشياءنا
ليل فينا تموز
و ضاعت منا القصائد
دماء في دماءنا
تنثر الملح في دماءنا
و لحمنا عشاء القبيلة
هدمنا وبنينا
بنينا و هدمنا من جديد
فاساقطت فوق رؤوسنا
حروف كالحديد
حنانيك يا ثاناتوس حنانيك
لا
لا تذهب
لا تقتل الجميع بالجميع
انتشلنا من الهنا
إلى حلم الهناك
حنانيك يا ثاناتوس
حنانيك
ياللدماء
يد الفاشي تنزف
خيوطا من الوجع القديم
يد الفاشي تنزف
دماءا تلو الدماء
دم على جامور الأقصى
دم يجتاحني
دم ينز من جسمي و يرحل
دم يقطر من القوافي
ويسيل على جسد القصيدة
دم على راية المدينة
لا قافية بعد الآن و لا قصيدة
فهيا , هيا نسافر إلى ما قبل الدماء و اللغة

حركة 100 ألف شاعر من أجل التغيير

من تكون حركة 100 ألف شاعر من أجل التغيير؟
for change
100 ألف شاعر من أجل التغيير تظاهرة عالمية تركز على جميع أنواع الفنون و الإبداع , خاصة الشعر والموسيقى و المسرح والتصوير. وقد تأسست هذه التظاهرة عام 2011 على يد الشاعر الأمريكي مايكل روتنبرغ ومساعدته تيري كاريون بمدينة سانتا روزا بولاية كاليفورنيا. وتركز هذه التظاهرة بالأساس على تنظيم نشاط ثقافي في جميع أنحاء العالم كل شهر شتنبر. يتطوع منظمي هذا النشاط الثقافي لاستضافة هذا الحدث في مدنهم أو في المدارس و المقاهي في نفس اليوم وذلك بدعوة شعراء كبار أو شباب ، معروفين أومجهولين يجمعهم الحب والمرح والحزن وحافز التغيير. يمكن لمنسق التظاهرة أن ينظم ملتقى ضخماً ،أو يجتمع بصديقين فقط لقراءة نصوص وفتح باب النقاش و تبادل الأراء و الأفكار. وقد عبرت جامعة ستانفورد عن اهتمامها بهذا النشاط وذلك باقتراحها حفظ جميع الوثائق والتسجيلات السمعية والبصرية لهذا النشاط ونشرها على موقعها على شبكة الإنترنت.

في السنة الماضية تم تنظيم 700 نشاط في 550 مدينة في 95 بلدا في نفس اليوم ووصفت التظاهرة بأنها أكبر حدث في تاريخ الشعر و من المنتظر أن يتم تنظيم 500 نشاط في 100بلد هذه السنة. ويركز “التغيير” الذي تدعو إليه حركة ” 100 ألف شاعر من أجل التغيير” على فهم ايجابي للتغيير الاجتماعي على نطاق واسع و يتم تحديد موضوع التظاهرة بناء على الانشغالات والتطلعات الراهنة.

هذا، و يعمل جميع منسقي التظاهرة على المستوى العالمي في اتصال وتواصل مستمر وذلك باقتراح أفكار و طرق تساعد على تنظيم الأنشطة في مدنهم ونشر خبر تنظيم النشاط على نطاق واسع حتى تعم الفائدة. و يتخذ التنسيق بين منظمي النشاط بعدا كونيا حيث يتم تبادل الخبرات و التجارب فيما يتعلق بالجانب الفني فيما يتعلق بإعداد الملصقات وكتابة البيانات و استدعاء المشاركين والمشاركات وتوعية المواطنين بأهمية تشجيع مثل هذه الأنشطة وذلك عبر موقع تظاهرة مائة ألف شاعر من أجل التغيير و عبر صفحتها على الفايسبوك حيث يمكن للمنظمين أن يتصلوا مباشرة بمؤسس التظاهرة مايكل روثبرغ في أي وقت شاءوا. كما يتم كذلك ربط اتصال مباشر بقاعدة البيانات التي تحفظ تسجيلات النشاط من صور و فيديوهات و ملصقات على الانترنيت.

من يكون مايكل روثنبرغ ؟
rothenberg

مايكل روتنبرغ Michael Rothenberg هو شاعر، وكاتب أغانٍ، ورئيس تحرير مجلة بيغ بريدج وناشرها على الإنترنت، والشريك المؤسس لحركة الشعر العالمي المعروفة بـ “100 ألف شاعر من أجل التغيير”. نشرت قصائده على نطاق واسع في مجلات أدبية عديدة من بينها: اكسكويزيت كوربس، مجلة كولدن هاندكفس، جاكيت، مجلة براغ الأدبية,، تراي سايكلو وزيزيفا. له دواوين شعرية عديدة من بينها “الرجل / المرأة” الذي ألفه بتعاون مع جوان كايغر (منشورات فش درم)،” رؤية متأنية” (لا ألاميدا/ منشورات جامعة نيو مكسيكو)، “اِخْتر” (منشورات بيغ بريدج)، “شبابي بصفته قطارا” (منشورات فوت هيلز)، “حبس لأجل غير مسمى: قصة كلب” (مطبعة اكستسس، 2013) والذي سيصدر في طبعة عربية إنجليزية تنشرها الكتب خان بالقاهرة. ويتضمن عمل مايكل كمحرر قام بجمع ومراجعة قصائد مختارة للشاعر الأمريكي ألن فيليب، جوان كايغر، إد دورن (كتب بنغوين)، وقصائد مختارة من أعمال ألن فيليب (مطبعة جامعة ويسليان).

كتب الناقد الأمريكي دايل سميث عن تجربة مايكل روتنبرغ الشعرية قائلا: “لقد ساهم مايكل روتنبرغ في صياغة مشهد الشعر الأميركي باعتباره محررا ومدافعا عن التجديد في الشعر الأمريكي. وقد تمكن القاريء الأمريكي المعاصر من خلال علاقات روتنبرغ الوطيدة مع دار نشر(بنغوين) من الاطلاع على مجلدات مختارة من الشعر الأمريكي الحديث نشرت خلال العقد الماضي، لكتاب أمريكيين لعبوا دورا حاسما في صوغ مفهوم جديد للشعرية الأمريكية خلال منتصف القرن الماضي، ومن بين هؤلاء الشعراء نجد ألن فيليب، جوان كايغر، ميلتزر ديفيد، وادوارد دورن. هذا بالإضافة الى جهود روتنبرغ مع مطبعة جامعة ويسليان التي أسفرت عن نشر أعمال شعرية رائعة وممتعة لألن فيليب، محققا بذلك رقما قياسيا في الإبداع الشعري والأداء البصري والالتزام الثقافي، وكل ذلك في مجلد ضخم وممتع يجمع قصائد شاعر عظيم.

الدين و تطور المجتمع

اختلفت الآراء حينما تطرح مشكلة العلاقة بين الدين و تطور الجتمع. فهناك من يقرر إيجابية الدين في هذا المضمار و هناك من يذهب إلى العكس. فالذين يدافعون عن الرأي الأول يؤكدون أن الدين قوة بناءة إليها يرجع الفضل في تقدم الحضارة و الإنسانية، فالفلسفة و العلوم كان أصلها الدين و في ميدان الأخلاق نجد أن الدين يحث إلى فعل الخير و تجنب الشر و إلى العمل الصالح الذي يرضاه الله و البشرية جمعاء.

أما الرأي الثاني يقول بأن شقاء الإنسان و ضياعه و تعرضه للإستغلال و تهيئته لقبوله و الرضى عنه هي ظواهر ناتجة عن الدين و العقلية الدينية، فالتفكير الديني تفكير متصلب ، يقول كارل ماركس : ”البؤس الديني هو عبارة عن البؤس الواقعي الحقيقي و الاحتجاج ضد هذا الشقاء هوفي نفس الوقت تعاسة و بؤس … الدين أفيون الشعوب ” ، الواقع أن الدين سلاح ذو حدين يمكن أن يستعمل للبناء كما يمكن أن يسعمل للهدم، يمكن أن يكون دعوة لتحرير الإنسان كما يمكن أن يكون وسيلة للسيطرة و الاستغلال، فالدين في حد ذاته لا يعوق من تطور البشرية أو ينقص من حرية الفكر ، لكن استعمال الدين لخدمة غرض من الأغراض بدافع هذا العامل أو ذاك هو الذي يجعل من الدين أداة للتخدير و عنصرا هاما من عناصر الجمود الفكري و هذا ما لاحظناه بالضبط إبان انحطاط الفكر الديني سواء في المسيحية أو في الإسلام، حيث وقف هذا الأخير ضد الفلسفة و العلم و أحرقت كتب المعتزلة و كتب الفلاسفة، أما في العالم المسيحي فقد أحدثت في القرن السابع عشر محاكم التفتيش و الاضطهاد و خلاصة القول أنه يمكن أن ننظر الى الدين كإيديولوجيا و هاته الإيديولوجيا يمكن أن تخدم قضية تحرير الإنسان كما يمكن أن تكون وسيلة للإستغلال الإنسان و تظليله.