اختتام صالون سانتا كروز الأدبي في نسخته الرابعة

image

بعد الانفتاح على القصة القصيرة عبر الاحتفاء بتجربة القاصة المتألقة لطيفة باقا، يعود صالون سانتاكروز لينوع أسئلة الهامش، من خلال الاحتفاء بالسؤال الشعري الأمازيغي، كسؤال هوياتي آتٍ من عمق الذات المغربية وذاكرتها.
لا يمكن الحديث عن هوية الجنوب بعيداً عن حفدة ماسينيسا، ولا يمكن الحفر في الأركيولوجية الشعرية المغربية بمنأى عن العمق الشعري الأمازيغي. من هذا المنطلق إنطلقت سانتاكروز في استضافتها القصيدة الأمازيغية الحديثة التي لا تبتعد عن شعرية محمد واكرار وأسئلته وهواجسه. هذه الأيقونة الشعرية التي تغرف وجودها الشعري من هامشٍ لا تضنيه العتمة بل يُدشن عوالمه الشعرية من العابر، من اللامفكر فيه، من بلاغة الآن. محمد واكرار عضو اتحاد كتاب المغرب، وعضو النقابة المغربية للمسرح. صاحب دواوين لها موقعها في الخريطة الشعرية الحداثية الأمازيغية :
(tinitin 2004/ Tinu 2010 / Afnuz ns gt iman d tanga 2013). رسخ من خلالها استثائيته الشعرية. هذه الأركانة الشعرية شارك في ترجمة الميثاق العالمي لحقوق الإنسان إلى الأمازيغية، وترجم أعمال مسرحية تاريخية إلى اللسان الأمازيغي كمسرحية: في انتظار غودو لصامويل بيكيت، 1989؛ ومسرحية أيام العز ليوسف فاضل، 2001.
افتتحت أجواء صالون سانتاكروز المنظم في معرض اللوحات لو سُو سُول (le sou sol) مساء يوم السبت 11 أبريل. بلحظة إنسانية ترحماً على أرواح فاجعة طانطان. ثم عرضُ فيديو يحمل شهادات الأصدقاء المقربين من محمد واكرار و الطلبة والأساتذة الذين اشتغلوا على منجزه الشعري من قبيل الأستاذ و المخرج المسرحي عبد القادر أعبابو و الأستاذ المترجم وصديق الشاعر حسن أوملود ولحسن الناشف و الأستاذ محند كديرة و الأستاذ محمد تايشينت و الأستاذ المترجم مبارك المغفور و أستاذة الموسيقى والشاعرة أمينة إقيس والأستاذ القاص أحمد بوزيد و المترجم مصطفى أخولو. فيديو من تصميم أعضاء صالون سانتاكروز. ثم عُرضت وصلة موسيقية من أداء المطربة تينوا توفتري وفرقة الأستاذ والمبدع حميد المسوكي. شهادات حاولت مقاربة قوة القصيدة الواكرارية. هذا الشاعر الذي اقترب بذكاء من مرجعيات متعددة من فلسفة وأنثروبولوجيا و حساسيات نقدية عالمية وأيقونات شعرية خالدة وديانات شرقية وتجارب صوفية … جعلت قصيدته مشحونة برؤية حداثية متميزة.
بعد دردشة حميمية مع الشاعر محمد واكرار التي سيرها الأستاذ أحمد بوزيد، والاستماع لقصائده المغناة من طرف كبار الأغنية الأمازيغية كعلي شوهاد و المرحوم عموري مبارك. انتقلت أجواء الصالون إلى لحظات الشعر مع شعراء أتونا من فاس و البيضاء و اليوسفية وايطاليا. قراءات شعرية فجرت الدهشة و خلقت انزياحات جمالية استثنائية مع الشاعر العميق محمد عُريج و الأمازيغية المتألقة سناء زهيد و الفائز مؤخرا بجائزة اتحاد كتاب المغرب صنف الشعر عمر الأزمي و الشاعرة و الموسيقية أمينة إقيس و الرائع زكرياء زاير و الجنوبي المتميز هشام لخضير و البهي خالد البيهي و الزجالة والقاصة إلهام زنيد و ذات الحضور الجذاب خديجة مفيد والمترجم الصديق مصطفى حومير و الجميل بلغة مولير أسمر محسن.
القراءات جسدت روعة الاختلاف اللغوي.جمعت لغة مولير و لغة ماسينيسا و لغة درويش ولغة آرنست هامنغواي إلى لحظة سانتاكروزية جذابة وأنيقة بروعة الحضور. الحضور الوازن الذي تفاعل بشكل جد حميمي و تاريخي مع المُطربة لمياء التي أدت أغنية خالدة لفيروز ــ سألوني الناس ـــ لمياء الصوت الإستعاري الرائع لأول مرة تغني أمام الحضور، وتحقق حلمها مع صالون ساناكروز.
وفاجأ أعضاء الصالون الصديق و الشاعر حكم حمدان بإحتفاء له تقديرا لمجهوداته العظيمة في النهوض بالفعل الإبداعي الجنوبي. وعربونا عن محبة و إحترام لهذا الشاعر الذي أصدر ديوانه الثاني ـــ نواتات عاشقة ـــ الذي وُقع في فعاليات الصالون. وتفاعلا مع لحظة شكر الشاعر حمدان أدى الأستاذ الموسيقي حميد المسوكي قصيدة لحمدان من تلحينه :
(على حدِّ عِلمي، رُؤانا بعيده
سَبَتْكِ الحياةُ، سَبَتْني القصيده
وبيني ، وبينكِ ألفُ اختلافٍ
يُهدِّدُ قصةَ حبٍّ جديده
وَتَهمسُ لي :ضيَّعَتْكَ القوافي ،
و أهمسُ : بل ، أصبحتْ لي عقيده)
وقدم أعضاء الصالون للشاعر حكم حمدان كاريكاتور من إبداع المبدع توفيق الوطني، عربون حبّ و إحترام وتقدير.
وفي الأخير تشرف أعضاء الصالون بإهداء الشاعر المُحتفى به محمد واكرار هدية تحمل إسمه و إسم الصالون الأدبي سانتاكروز.