مرثية ثاناتوس

على سطح الكون
يقد الفاشي القميص
المضمخ بجرائم الأولين
تصرخ المدينة ملئ الحناجر
هم أكلوا رغيف الكنائس
شربوا دموع أطفالنا
و خروا للهيكل ساجدين
إله جديد
يرسم عهدا آخر للكائنات
يشيدنا من طين المنفى البعيد
هات حزنك المؤجل أيها الكون
هات موسيقاك
خراب يهشم وجهك
يلقيك في بحر قصي
و يقيم الولائم
من يحمل موتنا إلى القارعة الأخيرة ?
ثاناتوس
يربت على أكتافنا الحقيرة
يراقب أجسادنا الصغيرة
و يجلس على عرش من ماء
نعيش الرمق الأخير من الأرض
نشرب النبيذ ونضحك قبل النهاية بقليل
ثاناتوس
يهبط إلى أشياءنا
يصعد من أشياءنا
يعود من عرينا مشبعا بأشياءنا
ليل فينا تموز
و ضاعت منا القصائد
دماء في دماءنا
تنثر الملح في دماءنا
و لحمنا عشاء القبيلة
هدمنا وبنينا
بنينا و هدمنا من جديد
فاساقطت فوق رؤوسنا
حروف كالحديد
حنانيك يا ثاناتوس حنانيك
لا
لا تذهب
لا تقتل الجميع بالجميع
انتشلنا من الهنا
إلى حلم الهناك
حنانيك يا ثاناتوس
حنانيك
ياللدماء
يد الفاشي تنزف
خيوطا من الوجع القديم
يد الفاشي تنزف
دماءا تلو الدماء
دم على جامور الأقصى
دم يجتاحني
دم ينز من جسمي و يرحل
دم يقطر من القوافي
ويسيل على جسد القصيدة
دم على راية المدينة
لا قافية بعد الآن و لا قصيدة
فهيا , هيا نسافر إلى ما قبل الدماء و اللغة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *